" بعد أن صدر الأمر بعبور القناة ، إستعدادا لمحاربة ((دولة عدو)) ردت الجيوش الميدانية المصرية بسرعة، وبعد ساعات معدودة من صدور الأمر صار الجنود المصريين على كثبان سيناء الرملية واحتلوا مواقع بالضفة الشرقية لقناة السويس ونشر المصريون دبابات (إبرامز) الأمريكية فى مناطق الإنتشار والاستعداد، وفوقها كانت تحلق طائرات ال إف 16 وطائرات الأباتشى التى وفرت حماية جوية للقوات البرية ...." ... هكذا بدت " بدر 96 " أكبر مناورة أجرتها مصر فى تاريخها للتدريب على حرب ضد إسرائيل ..
تلك كانت مقدمة تحقيق نشر فى صحفيفة معاريف الإسرائيلية الأسبوع الماضى ... تحت عنوان (( التهديد الجنوبى ))....
وتتابع الصحيفة ... ومنذ المناورة التى جرت فى عام 1996 ، لم يكشف المصريون عن المناورات العسكرية بالجبهة المصرية ... وكذلك لم يجروا مناورات بمثل هذا الحجم الواسع النطاق . بالإضافة ألى ذلك فإن المعلومات الاستخباراتية التى كانت متوافرة لدى إسرائيل تشير إلى أن الجيش المصرى لا يزال - بالرغم من اتفاقية السلام- ... يتعامل مع إسرائيل على أنها العدو الرئيسى ، ومعظم التدريبات والمناورات الائتراتيجيةتصف وتتحدث عن حرب مع " دولة ضغيرة تقع على حدود مصر من الشمال الشرقى " . والأسلحة ووسائل القتال الحديثة توجد فى أيدى الوحدات التى من المقرر أن تقاتل بالجبهة المواجهة لإسرائيل .. ويبقى أن نذكر أيضا - والكلام لا زال للصحيفة - أن إسرائل لم تهمل إطلاقا " التهديد الجنوبى ".
ثم تبدأ الصحيفة بعر ض إمكانات الجيش المصرىفتقول ... " إن الجيش المصرى هو أكبر جيش فى الشرق الأوسط وفى أفريقيا : فهو يضم ما يقرب من نصف مليون جندى نظامى وحوالى 500 طائرة مقاتلة وعشرات الطائرات الهيليكوبتر وحوالى 3500 دبابة , وكل ذلك يخلق جيشا قويا ومرعبا. وخصوصا أن المصريين لا يعتمدون فقط على الكم فالجيش المصرى يعد جيشا نوعيا وحديثا بكل المعايير، ويعتمد على أفضل ما تنتجه العسكرية الأمريكية .
وتتحول الصحيفة إلى القلق الإسرائيلى من دعم أمريكا العسكرى لمصر فتقول :
" لقد ظل هناك تفاهم ضمنى بين واشنطن وتل أبيب بمقتضاه تتفهم إسرائيل أن الولايات المتحدة ينبغى أن تبيع أسلحة متقدمة للدول العربية كمصر والسعودية والأردن ، فيما تتفهم الولايات المتحدة أن عليها أن تساعد إسرائيل على الحفاظ على تفوقها العسكرى. وفى هذا الإطار تلقت إسرائيل والدول العربية نفس الطائرات والدبابات إلا أن الولايات المتحدة امتنعت عن بيع صواريخ متقدمة أو أنظمة حرب إليكترونية للعرب. وبذلك يمكن لطائرات ال إف16 الإسرائيلية بالأنظمة والمعدات الإليكترونية المتقدمة التغلب على طائرات إف 16 المصرية ... إلا أنه فى الفترة الأخيرة يشعر المسئولون الإسرائيليون بأن ثمة تآكلا ما قد حدث لهذا التفاهم السرى ، وتعتزم الولايات المتحدة تزويد مصر بأنظمة ومعدات من شأنها تضييق الفجوة التكنولوجية . وهناك تفسيرات متضاربة فى إسرائيل بشأن النويا الكامنة وراء بناء المصريين لهذه القوة الهائلة ... فيرى عضو الكنيسيت " يوفال شتاينتس" ... رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالكينيست محذرا : " كلما أقرأ الوضع لا يتبقى لى سوى أن أقر أن مصر هى الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط التى تبذل جهودا دءوبة للاستعداد للخرب مع إسرائيل ".!
ويرى هذا العضو .... أن حجة أمريكا بمنع قطع غيار هذه الأليات الحديثة كاف لتقليص فاعلية هذه المعدات عند الضرورة ... فهو يشير إلى أن هذا الأسلوب لم ينفع مع إيران والتى امتنعت أمريكا عن إمدادها بقطع غيار المعدات العسكرية التى اشترتها مناه طوال 20 سنة ... فلا زال الإيرانيون يستخدمون هذه المعدات .... !... فى إشارة الى عمل مصر الدءوب على انشاء مصانع لقطع غيار الأسلحة الامريكية تحسبا لمثل هذا الموقف...
ثم يقلل رئيس لجنة الدفاع من هذا الحظر فيقول : " أنه فى حالة نشوب مثل هذه الخرب فأن الأيام الثلاثة الأولى ستكون حاسمة ... الأمر الذى يجعل عملية حظر قطع الغيار هذه غير ذات جدوى ."
وتتابع الصحيفة فى تحقيقها ... " إن التقديرات فى إسرائيل تقول أن نظام مبارك مستقر ولا تواجهه تهديدات داخلية كبيرة ... لكن القلق ينبع من تنامى العداء للسامية بالشارع المصرى للدرجة التى جعلت - مثلا - صاحب ‘حدى الصيدليات بخى المعادى الفاخر والذي يقطنه البلوماسيون الأجانب يعلق لافتة كتب عليها " ممنوع اقتراب الكلاب والصراصير والإسرائيليين " ...
لذلك فينبغى علينا - الصحيفة - أن نتمتع بقدر من اليقظة لتنامى قدرات الجيش المصرى ةإدراك توجهاته تحاه اعتبار إسرائيل العدو الرئيسى ... فنحن لا نستطيع أن نتوقع ما ستجلبه السنوات القادمة من ظروف قد ترغم مصر - إقليميا - على الدخول فى حرب ضد إسرائيل ...
تحيا مصر